مقالات

صفوت عبدالحليم يكتب: العيب مش فيكم..العيب في النظام

صفوت عبدالحليم يكتب: العيب مش فيكم..العيب في النظام

لن تنسى الجماهير المصرية فشل منتخبنا الوطني في التأهل إلى كأس العالم 2022 المقرر اقامته في قطر نهاية العام الجاري، لأن الفشل هذه المرة جاء بشكل مختلف.

منتخبنا الوطني رغم أن مستواه الفني “مش أحسن حاجة” ، لكنه كان قاب قوسين أو أدني من تحقيق النجاح في أكبر حدثين يخوضهما أي منتخب في القارة السمراء، وهما لقب كأس أمم أفريقيا، والتأهل إلى كأس العالم.

ورغم الفشل فيهما ، لكن لابد من توجيه الشكر إلى جميع اللاعبين لأنهم بذلوا أقصى جهدهم ، ولولا عدم التوفيق في المرتين أمام نفس الفريق القوي جداً “السنغال” وبنفس الطريقة “ركلات الترجيح” ، كان من الممكن الجمع بين الانجازين أو أحدهما على الأقل.

ولذلك فإنني أرى أن موقف لاعبي المنتخب تنطبق عليهم جملة شهيرة في أحد الأفلام المصرية ، تقول ” العيب مش فيكم ، العيب في النظام” !!

هذه الجملة تلخص الوضع العام للكرة المصرية ، لأن الفشل الذي حققه منتخبنا الوطني هو فشل إداري، يتحمله جميع أفراد المنظومة المسؤولة عن إدارة كرة القدم ، بداية من وزارة الرياضة، مروراً باللجنة الأولمبية ، حتى اتحاد الكرة ، وأخيراً المدرب كارلوس كيروش الذي كانت له أخطاء في اختيارات اللاعبين سواء في القائمة أو التشكيل داخل المستطيل الأخضر.

عندما ننظر إلى أفراد المنظومة الرياضية في مصر ، وتحديداً المسؤولين عن ملف كرة القدم ، ستجد أنها محصورة في أسماء بعينها ، الغالبية منها متواجدة في جميع ما يتعلق باللعبة ، سواء في الجانب الإداري المفترض أن يكون تطوعي، ثم الجانب الاخر الغير تطوعي، مثل العمل في القنوات الفضائية أو وسائل الاعلام المختلفة.

قد يكون لدى البعض منهم مقومات العمل في المجالين سواء التطوعي أو الغير تطوعي ، وربما العكس صحيح، لكن المثير للدهشة أن “الدائرة مغلقة” على هذه الأسماء بعينها ، في كل المناصب ، لسبب ربما لا يعرفه أحد سوى الذين يختارون هذه الأسماء، فهم فقط الذين يعرفونها !!!

اقرأ أيضا: الخطيب يتدخل لحل أزمة غرامة كهربا

يأتي ذلك في الوقت الذي يتواجد فيه العديد من الأسماء في الساحة الكروية ، ذات أسماء لامعه وتاريخ كبير وتمتلك إمكانيات متميزة سواء في الجانب الإداري أو الفني ، وحصلت على دراسات وشهادات على المستوى الافريقي والأوروبي والعالمي، لكنها خارج “الدائرة المغلقة” !!.

مشكلة الكرة المصرية في السنوات الأخيرة أنها اهتمت بالشأن الداخلي “السبوبة” ، والعمل مستمر منذ سنوات على قدم وساق بهدف ، كيف تستفيد هذه الأشخاص من المنظومة؟! رغم أنه من المفترض أن يكون المبدأ ” كيف يفيد هؤلاء الاشخاص الكرة المصرية” !!

للأسف الشديد.. من يديروا المنظومة الكروية المصرية تناسوا أننا “بدون ضهر” على الصعيد القاري ، فلا يوجد لدينا شخص ذو شأن كبير داخل اتحاد الكرة مثلا له تواجد دائم في الاتحاد الافريقي، أو الاتحاد الدولي.

وأتمنى أن ينسى الجميع اسم هاني أبوريدة ، فهو حالياً ليس له دور “خفي” في إدارة الكرة المصرية مثلما يعتقد البعض، كما أنه حقق ما وصل إليه في الاتحاد الافريقي والفيفا بجهده الشخصي ، وليس بدعم من المسؤولين عن المنظومة الكروية في مصر، ولذلك فهو يخدم نفسه بنفسه ، وعندما كان رئيساً لاتحاد الكرة جاء السقوط الكبير لمنتخبنا الوطني في بطولة امم افريقيا 2019 .

الحقيقة أن مصر تحتاج للمزيد من الأشخاص للتواجد في الساحة القارية والدولية ، لأن المثل يقول ” اللي مالوش ضهر ، بينضرب على بطنه”.

وماحدث في السنغال مؤخراً خير دليل على هذا الكلام، لأنه لو كان لمصر تواجد قوي في الاتحاد الافريقي ، لما حدث ذلك الإرهاب مع منتخبنا الوطني وجماهيرنا التي ذهبت لتشجيع الفريق.

اقرأ أيضا: الكاف يكشف مصير شكوى مصر ضد السنغال

وبنظرة سريعة على اتحاد الكرة الحالي نجده يضم جمال علام رئيساً و معه خالد الدرندلي نائباً، والأعضاء محمد حلمي مشهور ومحمد أبو الوفا وحازم إمام ومحمد بركات وإيهاب الكومي وعامر حسين ودينا الرفاعي.

ومع كامل الاحترام لكل هذه الأسماء التي ربما تكون لديها خبرات جيدة ، لكن أين دور البعض منهم خارجياً وما هو مدى تأثيرهم ؟!!

مع كامل الحب والاحترام لكل من محمد بركات وحازم امام، فهما من الأسماء الكبيرة على الساحة الافريقية ، لكن لماذا لم يتم دعمهم ومساندتهم للفوز بمنصب في الاتحاد الافريقي والدولي .. ومتى يحدث ذلك ؟!

وسأقوم أيضاً بطرح تساؤل ربما على السنة الكثيرين من جماهير الكرة المصرية ، وهو : متى نرى رئيساً مصرياً للاتحاد الافريقي لكرة القدم ؟!

ألا تستحق مصر التي كانت أهم عضو مؤسس للاتحاد الافريقي، أن يكون لديها هذا الشخص وهذا المنصب؟!

نتمنى أن نشاهد إجابات على أي من هذه التساؤلات في الفترة المقبلة، ونرى السيطرة الإدارية المصرية في الساحة الكروية.

صفوت عبدالحليم

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock