مقالات

أحمد حسن يكتب: انتهى زمن التعصب الجميل

كنا نظن، وإن بعض الظن إثم، أنه وبرحيل رئيس النادي إياه ستستقيم الأمور في المشهد الرياضي وستختفي معه حدة الشحن الجماهيري والتعصب والتطاول اللفظي غير المقبول الذي اكتوى بناره الكبير قبل الصغير بما فيهم المنتمين لمعسكره والذين كانوا يأتمرون بأمره.

انتهى زمن التعصب الجميل

ويبدو أننا كنا سذج وهذه ربما سمة حياة الكثير مننا، فبمجرد إختفاء هذا المسؤول عن الأضواء تماما، خرجت علينا نماذج مشابهة لكنها أقل إنتشارا على الفضائيات لتقود حملات مسعورة لإذكاء نار الفتنة، وهي للأسف حملات متبادلة على السواء من المنتمين للناديين الكبيرين أدت إلى ما هو أبعد من التعصب ذاته متجاوزة إياه إلى حدة التطرف .

إنتهى وللأسف زمن التعصب الجميل!!! ذلك التعصب الذي كنا نمقته ونشجبه في وقت من الأوقات، لكننا أصبحنا نتحسر عليه الآن من هول ما نرى من تدني واضح في أسلوب وطريقة الخطاب المتبادل حتى  أننا  نتمنى لو عاد بنا الزمن للوراء لنحافظ على ما كنا فيه.

قد يتبادر سؤال إلى أذهان البعض منا من أصحاب النوايا الحسنة، وهو ماذا تستفيد عندما تركز على عيوب الآخرين والمبالغة في تضخيم كل شائبة مهما كانت تفاهتها سواء كبيرة أوصغيرة؟ بينما تتناسى عن عمد اي إيجابية وكأن هذا الطرف هم مردة الشياطين، والعكس بالعكس في المعسكر الذي تنتمي له، حيث لا أخطاء ولا سلبيات، فالكل ملائكة ذوي أجنحة، اخطائهم إنجازات، ما يقولونه لا ينطق عن الهوى، تلك هي الصورة الواقعية للساحة الرياضية للأسف.

نحن وبأيدينا وبهذا الاستقطاب الذي وصل إلى كل مناحي حياتنا في بلد يعاني من غياب ثقافة قبول الآخر لن يؤدي إلا لكوارث -حفظ الله بلادنا منها-

من حقك أن تشجع ناديك وتؤازره كما شئت دون أن تبخس حق منافسيك، هكذا هي الرياضة في كل أنحاء العالم، فهي ليست معركة أو حرب لابد من حسمها لصالحي على طول الأمد وإنما هي وسيلة للمتعة والترويح عن النفس في زمن دهسه قطار الضغوط النفسية والاقتصادية بسبب وباء كورونا، فنحن لن نخترع العجلة والغباء كل الغباء أن نزرع بذرة الفتنة في أرض خصبة جاهزة ومستعدة  لقبول اي شيئ وننتظر حصد قيم ومبادئ وتسامح.

استقيموا يرحمكم الله

زر الذهاب إلى الأعلى




أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock