مقالات

أحمد حسن يكتب: إنتخابات الأندية معارك طاحنة أم عمل تطوعي

على الجميع أن يُشّمروا عن سواعدهم ويكونوا على أهبة الاستعداد وربط الأحزمة أيضا فها نحن مقبلون على الوصول إلى محطة موسم إنتخابات الأندية والتي دائما ما نشاهد فيها العجب العجاب، ليس- لا سمح الله -بسبب برامج المرشحين لأنها في الأول والآخر مجرد شعارات جوفاء إن وجدت.

إنتخابات الأندية معارك طاحنة أم عمل تطوعي

موسم إنتخابات الأندية الذي نعرفه حاليا تستخدم فيه  كل انواع الأسلحة لحسمها، تلك الأسلحة ليس هدفها الإعلان عن مآثر المرشح، ولكن لفضح المنافسين، لذلك يمكن أن ترى وتسمع مالذ وطاب من شائعات وحملات رخيصة وضرب تحت الحزام، خاصة وأن بعض الأندية أصبحت بمرور الوقت إقطاعيات وعزب خاصة لأفراد بعينهم، لذلك ممنوع الإقتراب أو اللمس.

في النهاية تحولت تلك المنافسة من أجل عمل تطوعي للصالح العام وخدمة الناس إلى مسرحية هزلية وحرب طاحنة لا هوادة فيه، لا تحكمها أي معايير أخلاقية ولا مبادئ، فالكل في مرمى سهام التطاول وهتك الأعراض.

الكل يصرف الاموال بسخاء ويوزع الوعود بالمناصب على الاعوان – حتى وإن كانوا غير أكفاء- وكأنها غنائم شخصية، لتتساءل ما هو الطائل والمنافع من وراء ذلك، بعيدا عن شعار حب النادي وخدمة أعضاءه لأن نفس الشخص عندما سيخسر المنصب ستجده عدو شرس للنادي وأعضاءه بعد الإنتخابات مباشرة.

كنت حاضراً للعديد من هذه الأجواء في إنتخابات الأندية بحكم عملي في تغطية الانتخابات في أندية مختلفة، لكن يحضرني واقعتين لخصا كل ما يحدث في تلك المنافسة المحمومة والتي تعبث بالعلاقات الاجتماعية بين الناس خاصة الأصدقاء إذا وجد إختلاف مصالح.

اقرأ أيضا: تعرف على مكافأة الفائز بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين

الواقعة الأولى، أحد المرشحين كان في حالة عداء شديد مع منافس له بسبب أمور بعيدة تماما عن الإنتخابات، وجمعتني معه جلسة ودية فسألته عن برنامجه الإنتخابي، فقال لي بهدوء ليس لدي برنامج ولكنني واثق من الفوز أنا وخصمي اللدود لأن أعضاء الجمعية العمومية لديهم رغبة لمشاهدة صراعاتنا داخل المجلس بمعنى إن الناس تهوى مشاهدة الفضائح.

وقد صدق ما توقعه هذا المرشح ونجح هو وخصمه اللدود وتحولت إجتماعات مجلس إدارة النادي بعد ذلك إلى ساحة لخلافاتهما ومعاركهما المستمرة ، ليتأكد لي أن غالبية أعضاء الجمعيات العمومية في الأندية لديها مزاج مختلف لا يخضع إلى أي معايير.

الواقعة الثانية تعلمت منها درس في كيفية ادارة إنتخابات الأندية وكان بطلها الراحل الكابتن محمود بكر وكانت علاقتي به تشوبها بعض التذبذب، تارة على مايرام وتارة أخرى باردة، في أحد الأيام التقيت الكابتن بكر خلال إنتخابات النادي الاوليمبي وكان مرشحا للرئاسة وكان لدي سؤال أريد إجابة عنه وهو دأبه على الجلوس الدائم مع انصار منافسيه وهو أمر كان مثار دهشة الجميع.

كانت الإجابة بسيطة جدا وتدل على ذكاء ومكر يحسد عليه، حيث قال الناس عاطفيون بطبعهم ويتذكرون أخر جملة في حديثك وينسون ما قبلها، لذلك أحرص على التقارب مع انصار المنافسين لعلي أستطيع أن أبدل وجهة نظرهم تجاهي، او على الأقل سأفسد أي مخطط يجهزونه ضدي، اما بالنسبة للمؤيدين لي فأنا أضمن ولائهم ولا يحتاجون مني نفس الجهد.

ورغم التباين الواضح والرسالة التي تحملها كل واقعة منهما إلا أنهما تركا انطباعا لا يمحوه الزمن لدي حول ماهية المزاج العام لدى أعضاء الجمعيات العمومية وضرورة أن يكون لديهم الوعي التام في مسألة اختياراتهم إذا كانوا بالفعل يريدون خيرا بأنديتهم

زر الذهاب إلى الأعلى




أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock