اكتشف موهبتك الصحفية

قطر تنتصر

حملات عديدة تعرضت لها دولة قطر منذ أن تم إعلان نيلها شرف تنظيم كأس العالم 2022 لأول مرة في الشرق الأوسط على أرض تنطق بلغة الضاد.

وتوالت الانتقادات وإصدار الشائعات حول مدى إمكانية جاهزيتها لتنظيم الحدث الأبرز فى كرة القدم فى العالم، وهناك من أصدر الأحكام المسبقة بأن كأس العالم لن يقام فى قطر وسيتم تحويل مساره آجلا أم عاجلا.

ولكن قـطر أخذت على عاتقها مهمة ليست بسهلة وتسلحت بالعزيمة والإصرار والفكر والتنظيم ولكن وسط مسيرة العمل كان هناك من يتربص ويندد بأن هناك خرق واضح لحقوق الإنسان فى عملية البناء والتجهيز، وغيرها من محاولات الصراخ والعويل حول الطقس الغير ملائم لمن يرون أنفسهم عليه القوم وسط الأمم .

‏قطر تنتصر على الحملات المغرضة

وكل تلك المحاولات ما هى إلا إنعكاس واضح وفج لمدى العنصرية التى ينغمس فيها العديد من دول العالم حيث أنهم يرسمون صورة مريضة فى مخيلتهم عن العرب لا يريدون أن يصدقوا بأنهم على قدر من التحضر وأن التقدم ليس ببعيد عنا ولكن هيهات فالكبر الذى يحركهم والحقد الذى يملؤهم أعمى قلوبهم وعيونهم عن الحقيقة.

واجهت قـطر انتقادات عديدة منذ أن تم إسناد تنظيم كأس العالم إليها فى عام 2010 وتمثلت حملات التشوية والانتقاد الغير مبرر فى أكثر من مجال ولأكثر من غرض فبدأت تلك الحملات باتهام مسؤولو الفيفا بالفساد والحصول على الرشوة مقابل تسهيل إسناد التنظيم إلى قطر.

اقرأ أيضاً: موعد حسم مصير ديشامب مع منتخب فرنسا

كما شككت منظمات حقوق الإنسان فى معاملة عمال البناء، وذهبوا أيضاً فى إحدى حملاتهم إلى بهاظة تكاليف تنظيم الحدث ولم ينظروا فى تلك الحملة إلى أهداف قـطر فى التنظيم وأن المكسب المادى لم يكن ضمن مخططات قطر على المدى القريب.

ولم تنتهى محاولات الإنتقاد عند هذا الحد فقد أخذوا من الظروف المناخية لقطر مدخلاً للتشكيك حول قدرة اللاعبون والمشجعون لتحمل مناخ الشرق الأوسط، وغيرها من موجات تعرضت لها قـطر فى محاولة لتغيير مسار إنطلاق البطولة على أرض عربية.

على المستوى الكروي كانت قـطر وقت حصولها على حق استضافة كأس العالم فى عام 2010 تحتل المرتبة 113 فى تصنيف الفيفا ولم يتأهل الفريق لكأس العالم من قبل وأقصى انجاز حققته قطر هو بلوغ الدور ربع النهائى فى كأس آسيا عام 2000 وأكثر الجوائز المرموقة التى حققها الفريق هو كأس الخليج العربى مرتين عامى 2004،1992 .

اقرأ أيضاً: عرض أوروبي يهدد برحيل كولر عن الأهلي

إلا أنهم منذ حصولهم على ملف تنظيم كأس العالم فازوا بكأس الخليج للمرة الثالثة وكأس آسيا مرة كما أنهم شاركوا فى بطولة كوبا أمريكا بدعوة من الكونميبول فى خطوة منهم لزيادة قوة البطولة.

ومع كل تلك الأزمات التى مرت بها قـطر كان من الممكن أن تعصف بحلم تنظيم كأس العالم أو تعطل مسيرة العمل مما قد يتسبب فى تأخير انطلاق البطولة ولكن ذلك كان بمثابة تحد قوى للإدارة القطرية للوصول بالهدف إلى بر الأمان وكان لهم ما سعوا إليه.

حيث خرجت بطولة كأس العالم بصورة فريدة تحدث عنها العالم أجمع وأذهلت كل المتابعين وعلى جميع المستويات فقد أوفت كأس العالم قطر 2022 بكامل وعودها من الإثارة الكروية والنجاعة التهديفية والحماسة التشجيعية.

حققت قـطر نجاحات أملت فيها قبل بداية كأس العالم وهى زيادة الطموح نحو المزيد من تنظيم الأحداث الرياضية الفريدة واستمرار تواجدها فى المشهد الرياضى الدولى وهو ما يتمثل فى طموحهم بتنظيم الأولمبياد.

كما أن التقارب مع الجيران وتوحيد الشعوب العربية فى مواجهة الغرب كان بمثابة خطوة نجاح كبيرة لقطر من المونديال، توصيل صورة جيدة عن الإسلام من خلال وجود باركود للتعريف بالإسلام فى جميع الغرف الفندقية بالإضافة إلى الرسائل التى أوصلها الجمهور العربى من المدرجات والتى تفيد بسماحة الإسلام وترسيخ أخلاقه فى عقول وأذهان الجميع.

كما أن قطر نجحت فى تغيير الصورة النمطية عن العرب المرتبطة بالبدائية والتخلف والشهوانية والسفه فى إنفاق المال وتوصيل صورة حقيقية عن كرم الضيافة العربى لكل من ينزل عليهم ضيفاً.

قطر خلال فترة وجيزة إستفادت استفادة عظيمة من ناحية زيادة الخبرات فى إستضافة الأحداث الكبرى مروراً بدورة الألعاب الآسيوية 2006 ومؤتمر المناخ 2012 وبطولة العالم لكرة اليد 2015 وبطولة العالم للملاكمة 2015 وكأس العالم للأندية 2019 وكأس العرب 2021 والذى كان بمثابة بروفة قوية ومهمة أكدت على قدرة قطر للخروج بالمونديال فى أزهى وأبهى صورة وقد كان لتلك الأحداث استمراراً حيث أن قطر ستنظم كأس آسيا 2023.

ومن إحدى نجاحات قطر أيضاً إحتلالها المرتبة الأولى عالمياً وعربياً فى مؤشر الأمن لعام 2022 الصادر عن قاعدة البيانات العالمية (نامبيو).

فى ظل الأحداث التى مرت بها قطر منذ عام 2010 كانت بمثابة خوضها معركة ضد الوقت والهجمات العالمية وخرجت منها منتصرة مستفيدة من التجارب التى ستكتب فى تاريخها يفخر بها كل قطرى وعربى لأنها تستحق.

بقلم: د/ أحمد السيد

زر الذهاب إلى الأعلى




أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock